دليلك الشامل لعلاج كسر مشط القدم

آخر تحديث :

كسر مشط القدم من الإصابات التي تضر العظام الخمسة الواقعة بين أصابع القدم والكاحل، وتحدث نتيجة لأسباب مختلفة منها السقوم أو الحوادث أو الإصابات الرياضية، ويتراوح كسر مشط القدم في شدته من الكسور البسيطة إلى الكسور المعقدة باختلاف الأعراض؛ لذا من المهم التشخيص المبكر للكسر والعلاج الصحيح لمنع تفاقم الإصابة وحدوث مضاعفات في الالتئام، وهذا ما نوضحه في المقال التالي لنتعرف على أنواع كسور المشط وخيارات العلاج التحفظي والجراحي ومدة الالتئام.

كسر مشط القدم

كسر مشط القدم

أنواع كسور المشط

تختلف أنواع كسور المشط تبعًا لموقع الكسر وشدته وآلية الحدوث، وفيما يلي الأنواع الشائعة:

الكسر المستعرض:

هو أكثر الأنواع شيوعًا بين الحالات المصابة بكسور مشط القدم، يحدث عندما ينكسر العظم بشكل أفقي عموديًا على طول العظمة نتيجة السقوط المباشر على القدم أو تلقى ضربة أو صدمة قوية، وقد يكون الكسر بسيط بدون إزاحة للعظام أو معقدًا بسبب انزياح أجزاء العظم المكسور عن بعضها.

الكسر المائل أو القطري: 

هذا النوع عادة ما يحدث نتيجة حركات الالتواء القوية أو الدوران المفاجئ للقدم ويكون خط الكسر بزاوية مائلة عبر العظمة، وهو أقل استقراراً من الكسر المستعرض حيث تميل العظام المكسورة للانزلاق على بعضها وبالتالي صعوبة الالتئام والحاجة للتدخل الجراحي والتثبيت بألواح معدنية أو مسامير للحفاظ على محاذاة العظام.

الكسر الحلزوني أو اللولبي: 

شائع في الإصابات الرياضية نتيجة التواء شديد يلف العظم بشكل حلزوني حول محوره والقدم مثبتة على الأرض، ويحتاج الكسر الحلزوني إلى العلاج الدقيق لأن أجزاء العظام المكسورة تكون متشابكة بطريقة معقدة.

الكسر المفتت أو المتشظي: 

من أخطر كسور مشط القدم حيث ينكسر العظم لثلاثة أجزاء وأكثر وتنتج شظايا عظمية منفصلة، وهذا النوع يحدث بسبب حوادث السيارات القوية أو السقوط من ارتفاع كبير ويتطلب التدخل الجراحي لتجميع القطع العظمية وتثبيتها ويحتاج لفترة طويلة للتعافي.

الكسر الشعري: 

يختلف الكسر الشعري أو كما يُعرف بكسر الإجهاد عن الأنواع السابقة لأنه ينتج عن إصابة واحدة حادة ويتطور تدريجيًا مع مرور الوقت والضغط المتكرر على العظم، وهو شائع أكثر بين الرياضيين خاصة الرياضات العنيفة والتمارين المكثفة، ويبدأ الكسر بشرخ صغير في سطح العظم ويتفاقم إلى كسر كامل.

كسر قاعدة الخامس: 

يُعرف بكسر جونز، من أصعب كسور المشط في الالتئام ويحدث في منطقة من العظم الخامس (المتصل بالإصبع الصغير) وبالتالي إمداد الدم يكون ضعيف والشفاء منه بطيء ويحتاج لفترة علاج طويلة.

كيف تعرف أن مشط القدم مكسور؟

هناك أعراض مميز تظهر بعد إصابة مشط القدم ومنها:

  • الألم الشديد وهو العلامة الأولى في موضع الكسر.
  • استمرار أو زيادة الألم مع أي محاولة لتحريك القدم أو المنطقة المصابة.
  • عدم القدرة على الوقوف أو المشي.
  • الانتفاخ السريع من أعراض كسر المشط.
  • ظهور التورم في غصون دقائق أو ساعات قليلة من الإصابة.
  • زيادة الانتفاخ بسبب تجمع الدم والسوائل في الأنسجة المحيطة بموضع الكسر.
  • ظهور كدمات بألوان مختلفة على القدم مثل البقع الزرقاء أو السوداء على الجلد نتيجة نزيف الدم.
  • التنميل أو الوخز في القدم أو الأصابع يشير إلى كسر المشط.
  • برودة القدم أو شحوبها يعني وجود كسر يؤثر على الأوعية الدموية ويعيق تدفق الدم إلى القدم.

الإسعافات الأولية لكسر مشط القدم

الإسعافات الأولية لكسر مشط القدم لها دور محوري في منع تفاقم الإصابع وسرعة الشفاء ومن أهمها:

  • التوقف على الفور عن ممارسة أي نشاط أو حركة كالمشي أو تحميل وزن على القدم المصابة.
  • الجلوس إذا كان المصاب واقفًا عليه الاستلقاء.
  • استخدام كرسي متحرك أو عكازات للتنقل إذا كان الأمر ضروري.
  • تطبيق الثلج على المنطقة المصابة لمدة 20 دقيقة كل ساعتين لتضييق الأوعية الدموية وتقليل التورم والالتهاب.
  • رفع القدم المصابة فوق مستوى القلب لتصريف السوائل المتجمعة بعيدًا عن موقع الكسر.
  • الاستلقاء على الظهر ووضع القدم المصابة على وسائد لتخفيف الألم.
  • الاتصال بالاسعاف والوصول للطبيب أو الطوارئ واستخدام الجبيرة لتمنع حركة القدم في أي اتجاه.
  • تناول الأدوية الموصي بها والمسكنات تحت إشراف الطبيب.

طرق تشخيص كسر مشط القدم

الفحص السريري: 

يستمع الطبيب لتفاصيل الإصابة من المريض ومتى حدثت؟ والأعراض التي ظهرت، ويسأل عن شدة الألم وموضعه وهل يزداد مع الحركة؟ والأعراض المصاحبة للألم مثل التنميل، هذه المعلومات تساعد الطبيب في تكوين صورة أولية عن الإصابة قبل الفحص الجسدي والتصويري.

الفحص الجسدي: 

الفحص الدقيق للقدم المصابة والبحث عن مكان التورم والكدمات أو وجود أي جروح، والضغط على مناطق مختلفة من القدم لتحديد أين يكون الألم أشد وأين موقع الكسر، ثم يفحص الطبيب الدورة الدموية في القدم للتأكد من وجود نبض في الشرايين وعدم وجود ضرر في الأعصاب.

الأشعة السينية:

أحد طرق التشخيص التصويري الأساسية والأكثر استخدامًا في الكشف عن وجود كسر في مشط القدم وتحديد موقعه بدقة ونوعه، ويتم أخذ صور الأشعة السنية من زوايا مختلفة للقدم من الأمام والجانبيين لرؤية العظام من جميع الاتجاهات والكشف عن أي موضع الكسر وشكله، وهل العظم منزاحًا عن مكانه أم لا وعدد القطع المكسورة.

التصوير بالرنين المغناطيسي: 

يُستخدم في الحالات التي تكون فيها الأشعة السينية غير واضحة، أو يشتبه الطبيب في وجود إصابات إضافية في الأنسجة الرخوة حول الكسر، ويعطي التصوير بالرنين المغناطيسي صور أكثر تفصيلاً للعضلات والأوتار والأربطة والأوعية الدموية وتقييم مدى ضرر الأنسجة الرخوة.

الأشعة المقطعية: 

تُستخدم في حالات الكسور المعقدة التي يصعب تقييمها بالأشعة السينية العادية ليعطي صور مقطعية للقدم من زوايا مختلفة ويمكن تجميعها في صورة ثلاثية الأبعاد لتوضح بدقة مكان القطع المكسورة.

العلاج التحفظي لكسر مشط القدم

يناسب العلاج التحفظي معظم حالات كسر مشط القدم البسيطة التي لا يوجد فيها إزاحة كبيرة للعظام عن موضعها الطبيعي، وتشمل خطوات العلاج التحفظي التالي:

  • الراحة التامة للقدم المصابة  وعدم تحميل أي وزن عليها لمدة 6 أسابيع حسب شدة الكسر.
  • إبقاء القدم مرفوعة خاصة في الأسابيع الأولى من الإصابة لتقليل التورم والألم.
  • استخدام الجبيرة جزء أساسي من العلاج التحفظي حسب فحص الطبيب.
  • مدة وضع الجبس تتراوح عادة بين 4- 8 أسابيع ويجب أن يبقى الجبس جافًا ونظيفًا.
  • استخدام الحذاء الطبي ذو النعل المسطح ليمنع انثناء القدم ويوزع الضغط بعيدًا عن موقع الكسر.
  • تناول مسكنات الألم التي يصفها الطبيب في الأيام الأولى لتقليل الشعور بالألم والتورم.
  • اتباع تعليمات الطبيب في تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف التورم.
  • تطبيق كمادات الثلج على الجبس من الخارج لمدة 15 دقيقة عدة مرات يوميًا.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب أثناء فترة العلاج التحفظي كل أسبوعين لتقييم الالتئام.
  • الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي بعد إزالة الجبيرة لاستعادة قوة العضلات ومرونة المفاصل.

العلاج الجراحي لكسر مشط القدم

يتم التدخل الجراحي في حالات معينة من كسر مشط القدم يكون العلاج التحفظي فيها غير كافي للالتئام، ويكون الهدف من الجراحة هو إعادة العظام المكسورة لوضعها الطبيعي وتثبيتها بشكل دقيق يسمح لها بالالتئام في وضع صحيح وضمان عودة القدم لوظيفتها الطبيعية.

وتتنوع تقنيات العلاج الجراحي المستخدمة في علاج كسور مشط القدم حسب نوع الكسر كما يلي:

  • التثبيت الداخلي بالمسامير المعدنية لأطراف العظم المكسورة في محاذاة صحيحة.
  • استخدام البراغي المعدنية في الكسور الأكثر تعقيدًا لتخترق العظم من الجانبيين وتعطي دعم صلب يمنع أي حركة للكسر.
  • الجراحة باستخدام الطعوم العظمية في حالة وجود فقدان كبير في نسيج العظم أو في حالة الكسور القديمة التي لم تلتئم.
  • الجراحة بالمنظار لرؤية الكسر وتثبيته من الداخل وتقليل الأضرار المحتملة بالأنسجة الرخوة المحيطة بالعظم.

كيفية تجنب التئام العظم بشكل خاطئ

يتطلب تجنب التئام العظم بشكل خاطئ الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم التهاون في جوانب العلاج، ومن أهم الإجراءات أو القواعد التي يجب تنفيذها:

  • عدم المشي أو تحميل وزن على القدم المصابة قبل الفترة التي يحددها الطبيب حتى لو شعر المريض بالتحسن.
  • إبقاء الجبيرة في مكانها طوال الفترة المحددة دون إزالتها مبكرًا أو وضع أشياء داخلها لحك الجلد وهو خطأ كبير يسبب تحرك العظم من موضعه.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب في المواعيد المحددة لفحص القدم والتأكد من التئام العظام في الموضع الصحيح أو ملاحظة مشاكل والتدخل المبكر في علاجها.
  • الاهتمام بالتغذية الجيدة لضمان التئام العظام بشكل صحي وسريع.
  • تناول كميات كافية من البروتين لبناء نسيج عظمي جديد.
  • تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د لصحة الأنسجة.
  • تجنب العادات الضارة مثل التدخين أو شرب الكحول في فترة الشفاء.
  • المتابعة في حالات أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم وهشاشة العظام والالتزام بالأدوية لمساعدة الكسر على الالتئام.

كم مدة التئام كسر مشط القدم؟

معظم كسور مشط القدم البسيطة تحتاج من 6-8 أسابيع لالتئام العظم بشكل كافي لممارسة الأنشطة الطبيعية مثل المشي، وعادة ما تلتئم كسور الإجهاد الصغيرة بشكل أسرع من الكسور الكاملة، ولكن الكسور المنزاحة التي يتم علاجها جراحيًا تحتاج لفترة أطول تصل إلى 12- 20 أسبوع.

لا تدع الألم يعيقك،
استشر طبيب العظام اليوم استعد نشاطك

ومن المهم أن نعرف أن المدة المستغرقة تختلف حسب عوامل كثيرة بخلاف شدة الكسر ونوعه مثل عمر المريض وحالته الصحية العامة، فأصحاب الأمراض المزمنة وهشاشة العظام أو سوء التغذية يحتاجون لفترة مضاعفة مقارنة بالأصحاء.

هل يمكن المشي على قدم مكسورة؟

المشي على قدم مكسورة ضار جداً، فالمشي على كسر في مشط القدم يحرك أجزاء العظم المكسورة ويزيحها عن بعضها وعن موضعها الصحيح ويزيد من خطر الالتئام بشكل خاطئ في وضع ملتوي أو منحني أو قصير بسبب الضغط المتكرر على الكسر أثناء المشي.

ما الفرق بين كسر المشط والشرخ؟

كسر المشط الكامل هو كسر يعبر العظم بالكامل من جانب لآخر ويقسم العظم لقطعتين أو ثلاثة أو أكثر ويحتاج وقت أطول للالتئام، أما الشرخ فهو كسر سطحي أو جزئي أقل ألمًا وأسرع في الالتئام.

هل يعود المشط لطبيعته بعد الكسر؟

نعم في معظم حالات الكسور البسيطة يعود مشط القدم لطبيعته بعد العلاج بشكل صحيح والتزام المريض بتعليمات الطبيب، ولكن في الكسور المعقدة قد تطول فترة الشفاء والالتئام.

لا تدع الألم يعيقك،
استشر طبيب العظام اليوم استعد نشاطك
dr-amr
dr-amr
دكتور عمرو أمل — استشاري جراحة العظام والمفاصل. عضو هيئة التدريس بكلية الطب – جامعة عين شمس. زميل جامعة ومستشفى آخن (RWTH Aachen) – ألمانيا. محاضر و عضو بالجمعية السويسرية لكسور العظام AO.
مقالات ذات صلة