ما لا تعرفه عن غضروف مفصل الركبة
أخر تحديث :
يعتبر غضروف مفصل الركبة من المكونات الأساسية التي تضمن سلاسة الحركة وتحمي المفصل من الاحتكاك والتآكل، فهو يمتص الصدمات ويحافظ على ثبات المفصل أثناء المشي أو الانحناء، ومع ذلك قد يتعرض هذا الغضروف للإصابة أو التآكل نتيجة التقدم في العمر أو الإجهاد المتكرر مما يتسبب في صعوبة الحركة.
في هذا المقال نوضح وظيفة غضروف الركبة وأسباب تلفه وطرق العلاج المتاحة للحفاظ على صحة المفصل.

غضروف مفصل الركبة
ما هو غضروف الركبة؟
غضروف الركبة هو أحد الأنسجة الحيوية التي تلعب دور هام في حماية المفصل وتسهيل حركته، والغضروف بشكل عام يُصنف ضمن الأنسجة الضامة التي توجد في أماكن متعددة من الجسم.
لا تحتوى تركيبتها على أوعية دموية أو أعصاب بل تُغذى عن طريق مادة هلامية محيطة بها توفر لها العناصر الضرورية للقيام بوظيفتها، ويوجد نوعان رئيسيان في مفصل الركبة من الغضاريف:
- الغضروف المفصلي: وهو الغضروف الذي يكسو نهايات العظام المتقابلة داخل المفصل مثل عظم الفخذ وعظم الساق، ويعمل على تقليل الاحتكاك بين العظام أثناء الحركة.
- الغضروف الهلالي: يختلف هذا النوع من الغضاريف عن المفصلي من حيث الشكل والوظيفة، فهو لا يغطي العظام مباشرة بل يقع بين العظام لكونه مرن ويمتص الصدمات ويوفر ثبات إضافي للمفصل.
هذا التكوين الدقيق يجعل غضروف الركبة عنصر أساسي في الحفاظ على سلامة المفصل ووظائفه وأي خلل فيه قد يؤدي إلى مشاكل حركية وألم مزمن يستدعى التدخل العلاجي.
يُعد تلف غضروف الركبة من المشكلات الشائعة التي تحتاج إلى تقييم دقيق من قبل أفضل دكتور جراحة عظام مثل الدكتور عمرو أمل المعروف بخبرته الواسعة في تشخيص وعلاج إصابات المفاصل بدقة عالية.
أسباب تلف غضروف الركبة
تتعدد العوامل التي قد تتسبب في تضرر غضروف الركبة وتختلف من حالة لأخرى، ومن أبرز الأسباب التي قد تساهم في تآكل الغضروف أو تلفه:
- الإصابات المباشرة والصدمات: التعرض لضربة قوية في منطق الركبة سواء بسبب السقوط أو الحوادث يمكن أن يؤدي إلى تمزق أو كسر في الغضروف، وغالباً ما يتم ملاحظة هذا النوع من الإصابات بين الرياضيين نظراً لطبيعة أنشطتهم التي تتطلب مجهود كبير وحركة عنيفة.
- الضغط المستمر والإجهاد المزمن: تحمل الركبة لأوزان زائدة لفترات طويلة كما في حالات السمنة يُشكل ضغط متواصل على الغضروف مما يسرع من تلفه، كما أن الإصابة بأمراض مزمنة مثل التهابات المفاصل أو الروماتويد قد تُسرع من عملية التآكل وتؤثر على سلامة النسيج الغضروفي.
- نقص الحركة وقلة النشاط: قلة الحركة لا تحمي المفاصل بل تضرها فالغضاريف تحتاج إلى تحفيز مستمر من خلال الحركة للمحافظة على تغذيتها ومرونتها، فالكسل قد يؤدي بمرور الوقت إلى ضعف الغضروف وفقدان قدرته على أداء وظيفته.

أسباب تلف غضروف الركبة
أعراض تلف غضروف الركبة
تتعدد العلامات التي قد تشير إلى تلف غضروف الركبة وتشمل ما يأتي:
- ألم مستمر في المفصل لا يزول مع الراحة بل قد يزداد سوء عند بذل مجهود أو الضغط على الركبة.
- أعراض التهابية واضحة مثل التورم والانتفاخ وارتفاع درجة حرارة الجلد المحيط بالمفصل.
- خشونة في حركة المفصل ناتجة عن تآكل الغضروف وفقدان نعومة سطحه.
- تقييد في نطاق الحركة مما يصعب ثني الركبة أو فردها بشكل طبيعي.
في الحالات المتقدمة قد ينفصل جزء من الغضروف داخل المفصل مسبب تجمع دموي وظهور كدمات أو جلد لونه أزرق.
تشخيص التهاب غضروف الركبة
عند الاشتباه في وجود التهاب داخل غضروف الركبة لا يكتفي الطبيب بالأعراض الظاهرة فقد بل يبدأ بجمع تفاصيل التاريخ المرضي بدقة ثم يُجري فحص سريري شامل لتقييم حركة المفصل ومدى الإحساس بالألم أو التورم، بناء على ذلك قد يوصي الطبيب بمجموعة من الفحوصات لتأكيد التشخيص ومنها:
- الأشعة السينية: تساعد في تصوير شكل المفصل وتحديد إذا كانت هناك تغيرات هيكلية واضحة قد تشير إلى وجود تآكل أو خشونة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يعتبر هذا النوع من التصوير الأكثر دقة لتقييم حالة الغضروف حيث يُظهر علامات الالتهاب في مراحله الأولى كما يحمي من التمزقات أو التغيرات الدقيقة داخل المفصل.
- اختبارات الدم: تُستخدم هذه التحاليل لاستبعاد أمراض أخرى قد تتشابه في الأعراض مع التهاب الغضروف مثل النقرس أو التهاب المفاصل الروماتويدي من خلال البحث عن مؤشرات التهابية معينة أو مستويات حمض اليوريك.
- تحليل سائل المفصل: يتم سحب عينة من السائل الموجود داخل الركبة لتحليلها مما يساعد في الكشف عن مؤشرات الالتهاب أو وجود عدوى أو بلورات ناتجة عن النقرس أو أمراض التهابية أخرى.

تشخيص التهاب غضروف الركبة
ما هي خيارات العلاج لأضرار غضاريف الركبة؟
تتعدد أساليب علاج تلف غضروف الركبة وتشمل خيارات غير جراحية وأخرى جراحية إلى جانب برامج إعادة التأهيل، وتهدف جميعها إلى تخفيف الأعراض واستعادة وظيفة المفصل.
أولاً: العلاجات غير الجراحية
تعتمد الخيارات غير الجراحية على تخفيف الألم وتحفيز شفاء المفصل دون اللجوء إلى العمليات وتشمل:
- العلاج الطبيعي: يتم تصميم برنامج من التمارين الخاصة لتحسين مرونة المفصل وتقوية العضلات المحيطة بالركبة مما يساهم في تخفيف الألم وتحسين الثبات والحركة.
- الحقن المفصلية: مثل حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب، أو حقن حمض الهيالورونيك التي تعمل على تعزيز التزليق داخل المفصل وتسهيل الحركة.
- حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP): تستفيد من عناصر الشفاء الذاتية في الجسم، حيث تُحقن صفائح دموية مركّزة لتحفيز إصلاح الأنسجة التالفة وتسريع التعافي.
تختلف نتائج هذه العلاجات باختلاف حالة المريض ودرجة التلف، لذلك يجب تحديد الخيار الأنسب بناء على التقييم الطبي الدقيق.
ثانياً: العلاجات الجراحية لغضروف الركبة
عند فشل الوسائل التحفظية قد تُستخدم التدخلات الجراحية التي تتنوع بحسب شدة الإصابة ومنها:
- المنظار الجراحي: إجراء بسيط يتم فيه إدخال كاميرا دقيقة وأدوات جراحية عبر فتحات صغيرة لتنظيف المفصل أو إصلاح التلف ويتميز بفترة تعافي أقصر من الجراحات المفتوحة.
- استبدال مفصل الركبة: يُستخدم في الحالات المتقدمة ويتم فيه استبدال المفصل المتآكل بمفصل صناعي لتحسين الحركة وتخفيف الألم بشكل كبير.
- جراحة التكسير الدقيق: تُحفز نمو غضروف جديد عن طريق إحداث ثقوب صغيرة في العظم الموجود أسفل الغضروف التالف.
- تقنيات زراعة الغضروف: مثل زراعة الخلايا الغضروفية الذاتية حيث تؤخذ خلايا غضروف من المريض نفسه وتُزرع مخبرياً ثم تُعاد زراعتها في المكان المصاب.
ثالثاً: التأهيل والعلاج الطبيعي
يشكل التأهيل جزء أساسي من رحلة التعافي سواء بعد الجراحة أو في إطار العلاج التحفظي ويهدف إلى:
- استعادة القوة والمرونة من خلال تمارين مخصصة لتحسين وظيفة الركبة وتقليل التيبس.
- تقنيات العلاج اليدوي واستخدام الحرارة أو الثلج لتقليل الألم والتورم.
- برامج التأهيل العظمي التي تركز على تحسين التوازن واستعادة الحركة الطبيعية وتمكين المريض من العودة إلى أنشطته اليومية.
تختلف طرق علاج الغضروف وفقًا لدرجة التلف ونوع الإصابة لذلك من الضروري مراجعة أفضل دكتور عظام ومفاصل لضمان الحصول على رعاية متخصصة وهنا يبرز دور د. عمرو أمل في وضع خطة علاجية فعالة مبنية على التشخيص الدقيق.
كيف يمكن منع تلف الغضروف في الركبة؟
تُعد الوقاية أمر أساسي في الحفاظ على صحة غضروف الركبة وهناك مجموعة من العادات الوقائية التي تركز على حماية المفصل وتعزيز القوة العضلية للجسم، ومن أبرز الوسائل الفعالة للوقاية:
- الحفاظ على وزن صحي: الوزن الزائد يشكل ضغط كبير على مقصل الركبة ويزيد من الضغط الواقع على الغضاريف مما يسرع من تآكلها، لذلك يعتبر الحفاظ على وزن مثالي من أهم العوامل الوقائية، ويساعد تقليل الوزن على تخفيف الحمل على المفاصل ويقلل فرص الإصابة بمشكلات مثل الفصال العظمي.
- اختيار الأحذية المناسبة: تلعب الأحذية دور هام في دعم المفاصل خاصة أثناء الأنشطة اليومية أو التمارين الرياضية، وارتداء أحذية مريحة تساعد في تقليل الحمل على الركبة أثناء المشي أو الجري.
- تقوية العضلات المحيطة بالركبة: تلعب العضلات دور داعم للمفصل لذلك فإن تقويتها تساهم بشكل كبير في حماية الغضروف من التلف، مثل السكوات وتمارين الفخذ الأمامي والخلفي وتمارين الدفع.