الفرق بين قطع وتمزق الرباط الصليبي: دليل شامل للتشخيص والعلاج
آخر تحديث :
إصابات الرباط الصليبي من أكثر الإصابات الرياضية الشائعة ويخلط الكثيرون بين قطع وتمزق الرباط الصليبي؛ لذلك نهتم في هذا المقال بتوضيح الفرق بين تمزق الرباط الصليبي وقطع الرباط الصليبي و أعراض كل حالة وطريقة علاج كلاً منهما سواء بالعلاج أو الجراحة.

الفرق بين قطع وتمزق الرباط الصليبي
ما هو الرباط الصليبي ووظيفته في مفصل الركبة؟
الرباط الصليبي هو الحبل القوي في مفصل الركبة المكون من ألياف نسيجية يربط بين عظمة الساق وعظمة الفخذ، ويتقاطع مع الرباط الصليبي الخلفي على شكل حرف X؛ لهذا سُمي بالرباط الصليبي، ووظيفته منع انزلاق عظمة الساق للأمام بالنسبة لعظمة الفخذ، ويحمي المفصل من الحركات المفاجئة أو غير المتزنة مثل الدوران أو تغيير الاتجاه وبالتالي يحمي الركبة من الإصابات ويساعد في ثبات واستقرار مفصل الركبة.
الفرق الطبي بين قطع وتمزق الرباط الصليبي
يتضح الفرق الطبي بين قطع وتمزق الرباط الصليبي في مدى الضرر:
- تمزق الرباط الصليبي: هو تلف جزئي في ألياف الرباط ويسمى التمزق الجزئي ويظل باقي الرباط سليمًا ومحتفظ بقدرته على تثبيت المفصل ولكن بكفاءة أقل.
- قطع الرباط الصليبي: هو انفصال تام لألياف رباط المفصل ويفقد وظيفته في تثبيت المفصل، وقد يكون القطع في منتصف الرباط أو في نقطة اتصاله بالعظم.
أسباب الإصابة بالرباط الصليبي
تحدث الإصابة بالرباط الصليبي نتيجة الحركات المفاجئة التي تفوق قدرة الرباط على التحمل وتثبيت المفصل مثل:
- التوقف المفاجئ أثناء الجري السريع.
- تغيير الاتجاه بشكل حاد في الدوران على قدم ثابتة أثناء الجري.
- الضغط الهائل على الرباط عند ممارسة الرياضات مثل كرة القدم.
- الهبوط الخاطئ عند القفز على ساق واحدة بوضعية غير متزنة.
- الالتواء الشديد في الركبة.
- اصطدام الركبة من الجانب أو الأمام.
- الانزلاق المفاجئ
- التواء الركبة في وضع غير طبيعي.
- التمدد الزائد للركبة للخلف في حركة مفاجئة.
- ضعف عضلات الفخذ والساق.
- الاجهاد العضلي الشديد.
- عدم الإحماء الكافي قبل التمارين الرياضية.
هذه الأسباب تزيد من خطر الإصابة بالرباط الصليبي وخاصة لدى الرياضيين، كذلك تكون الإناث أكثر عُرضه لإصابات الرباط الصليبي لأسباب هرمونية وتشريحية.
أعراض قطع الرباط الصليبي
أعراض قطع الرباط الصليبي تكون واضحة ويشعر بها المريض مثل:
- سماع صوت طقطقة عالية داخل الركبة عند القطع.
- الشعور بألم حاد على الفور.
- الإحساس بتوقف الركبة تمامًا عن الحركة.
- عدم الثبات وفقدان التوازن في الركبة.
- التورم السريع في خلال ساعات من الإصابة.
- عدم القدرة على ثني أو فرد الركبة.
وفي الحالات الشديدة من إصابات الرباط الصليبي مثل القطع التام تظهر كدمات حول الركبة نتيجة النزيف الداخلي.
أعراض تمزق الرباط الصليبي
أعراض تمزق الرباط الصليبي تكون أقل شدة من أعراض القطع، وتكون حدة الألم متوسطة حسب درجة التمزق، ويشعر المصاب بصعوبة في المشي مع الإحساس بالألم، ويلاحظ عدم استقرار الركبة أو فقدان توزانها عند تغيير الاتجاه أثناء المشي أو عند الصعود أو نزول الدرج، والتيبس في المفصل.
وقد يلاحظ المريض تورم خفيف بعد عدة ساعات من الإصابة، وفي بعض الحالات الأخرى تختفي هذه الأعراض بعد أيام قليلة ويتوهم المُصاب التعافي ولكن يظل عدم استقرار مفصل الركبة في الحركات السريعة أو عند ممارسة الرياضية؛ لهذا من الضروري استشارة الطبيب وعدم تجاهل الأعراض.
طرق تشخيص قطع وتمزق الرباط الصليبي
يبدأ التشخيص الدقيق لإصابات الرباط الصليبي من الفحص السريري واستماع الطبيب لتفاصيل الإصابة، وفحص الركبة وإجراء الاختبارات لتقييم ثبات المفصل مثل:
- اختبار الدرج الأمامي: يقيس مدى انزلاق الساق للأمام.
- اختبار المحور: يختبر عدم الاستقرار الدوراني للركبة.
بعد الاختبارات والفحص السريري يطلب الطبيب الأشعة التصويرية أو الرنين المغناطيسي لتحديد درجة الإصابة بوضوح، وتقييم حالة الغضاريف والأربطة الأخرى.
علاج تمزق الرباط الصليبي
يعتمد علاج تمزق الرباط الصليبي على مراحل العلاج التحفظي وهي:
المرحلة الأولى:
يحتاج المريض للراحة التامة لتخفيف الألم وتنب تحميل أي وزن على الركبة المصابة لمدة أسبوع إلى أسبوعين مع استخدام كمادات الثلج كل 3 ساعات يوميًا، مع تناول مضادات الالتهاب والمسكنات تحت إشراف الطبيب.
المرحلة الثانية:
بعد تحسن الأعراض الأولية يبدأ المريض في ممارسة تمارين منزلية مثل رفع الساق عند الاستلقاء لتصريف السوائل، وتمارين تقوية عضلات الفخذ الأمامية والخلفية، وتمارين تحسين التوازن واستعادة المدى الحركي الكامل للركبة.
وفي حالات التمزق الشديد قد يستمر العلاج الطبيعي لمدة 6 أشهر حسب الحالة، وبعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج تحتاج للتدخل الجراحي لإصلاح تمزق الرباط قبل تطوره إلى قطع كامل.
علاج قطع الرباط الصليبي
يحتاج علاج قطع الرباط الصليبي إلى التدخل الجراحي ويرجع قرار الجراحة إلى عدة عوامل مثل عمر المريض، ومستوى نشاطه، ودرجة الإصابة المصاحبة للغضاريف والأربطة، ولا تتم الجراحة بعد الإصابة على الفور ولكن بعد 3-6 أسابيع من السيطرة على الأعراض والتورم وخضوع المريض للعلاج الطبيعي التحضيري لتقوية العضلات.
وتكون الجراحة باستبدال الرباط المقطوع بوتر من نفس جسم المريض باستخدام المنظار في تثبيت الوتر الجديد في عظام الفخذ والساق بمسامير خاصة، ويخضع المريض بعد الجراحة للبرنامج التأهيلي المكثف لمد 6 أشهر لاستعادة الحركة بشكل طبيعي.
الفرق في فترة التعافي والتأهيل لقطع وتمزق الرباط الصليبي
تختلف فترة التعافي والتأهيل بين التمزق والقطع بناء على شدة الإصابة وطريقة العلاج.
في حالة التمزق الجزئي للرباط الصليبي تكون فترة التعافي قصيرة لمدة 6 أسابيع من العلاج التحفظي بدون تدخل جراحي، وعادة يبدأ المريض الشعور التحسن في الثبات العضلي واستعادة الحركة.
أما القطع الكامل للرباط الصليبي فيتطلب التدخل الجراحي لإعادة بناء الرباط ثم برنامج التأهيل الطويل، فتكون فترة التعافي والتأهيل الأولى 6 أسابيع، ثم 10-12 أسبوعًا للتقدم في التأهيل وتحسين الثبات تدريجيًا، ويعود المريض لممارسة الرياضات بعد 6- 9 أشهر وقد تمتد إلى 12- 18 شهرًا لدى بعض الرياضيين لاستعادة مستوى الحركة بالكامل.
هل يلتئم الرباط الصليبي بدون جراحة؟
تعتمد الإجابة على نوع الإصابة، فحالات التمزق الجزئية أو المتوسطة يتلئم الرباط الصليبي بدون جراحة مع العلاج التحفظي وممارسة تمارين العلاج الطبيعي والالتزام بالراحة، ولكن في حالات القطع الكامل للرباط الصليبي لا يلتئم الرباط دون جراحة، ويحتاج لإعادة بناء.
هل التمزق الجزئي للرباط الصليبي يتحول لقطع كامل؟
نعم قد يتطور التمزق الجزئي ويتحول لقطع كامل في الرباط الصليبي إذا لم يُعالج بشكل صحيح، ولم يلتزم الطبيب بمراحل العلاج التحفظي والعلاج الطبيعي تبقى الألياف ضعيفة وأكثر عُرضة للقطع.
وفي حالات الإصابة المتكررة في الركبة أو عودة المريض مبكرًا للرياضة قبل اكتمال التعافي من التمزق الجزئي، يزيد الضغط على الألياف الضعيفة نتيجة التمزق ويؤدي إلى القطع الكامل.
وهناك بعض العلامات التحذيرية التي تشير لتطور التمزق الجزئي مثل:
- زيادة الشعور بالألم وعدم التحسن.
- زيادة التورم.
- الصعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
- عدم الاستقرار في الركبة بعد أشهر من العلاج التحفظي.
هل المصاب بتمزق أو قطع الرباط الصليبي يستطيع المشي؟
في حالة التمزق الجزئي قد يستطيع المريض المشي بعد الإصابة ولكن مع الشعور بألم أو عرج واضح، وبعد أيام من الالتزام بالراحة والعلاج تتحسن حركة المشي ولكن تبقى الركبة غير مستقرة عند الحركات المفاجئة مثل الدوران السريع أو تغيير الاتجاه.
بينما في حالات القطع الكامل للرباط الصليبي لا يستطيع المصاب المشي بسبب الألم الشديد والتورم ويحتاج لعدة أيام أو أسابيع حسب شدة الإصابة ليستطيع المشي ولكن بحذر.
هل يمكن أن يلتئم القطع الجزئي في الرباط الصليبي؟
نعم يلتئم القطع الجزئي في كثير من الحالات خاصة إذا كان مدى الضرر في الألياف أقل من 50%، ويلتزم المريض بشروط الالتئام والتعافي مثل الراحة التامة في الأسابيع الأولى، وحماية الركبة باستخدام الدعامة وممارسة تمارين العلاج الطبيعي لتحفيز الدورة الدموية والمحافظة على نظام غذائي ليدعم بناء الأنسجة ويسرع عملية التعافى.
هل يمكن التعايش مع تمزق الرباط الصليبي؟
نعم بعض الحالات المصابة بتمزق الرباط الصليبي تتعايش مع الإصابة البسيطة التي تلتئم بالعلاج التحفظي، وعادة ما يكون المريض محدود النشاط أو من كبار السن، ولكن المرضي الرياضيين لا يمكنهم التعايش مع الإصابة.
وفي كلتا الحالتين لا ينُصح بالتعايش مع تمزق الرباط الصليبي دون علاج لعدم تطور الإصابة وزيادة احتمالية الإصابة بخشونة الركبة أو تضرر الغضاريف المحيطة أو حدوث قطع كامل.
أفضل دكتور لعلاج قطع وتمزق الرباط الصليبي
عند البحث عن أفضل دكتور لعلاج إصابات الرباط الصليبي يجب اختيار جراح عظام متخصص في آلام الركبة والمفاصل، وفي جراحات المناظير والطب الرياضي.
والطبيب الأفضل هو من يمتلك الخبرة الواسعة في علاج بناء الرباط الصليبي سواء في حالات التمزق بالعلاج التحفظي أو حالات القطع بالطرق الجراحية.
ويتميز الدكتور عمرو أمل في هذا المجال بالخبرة الكبيرة في استخدام الخطة العلاجية المتكاملة بداية من التشخيص الدقيق لتحديد العلاج المناسب حسب حالة المريض، واستخدامه أحدث تقنيات الجراحة لعلاج حالات القطع الكامل في الرباط الصليبي والإشراف على المريض بعد الجراحة لضمان العودة للنشاط الطبيعي بعد برنامج التأهيل.