تأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي

آخر تحديث :

إصابات الرباط الصليبي شائعة بين الرياضيين وغيرهم بشكل كبير، ونظراً لكونها تؤثر على ثبات المفصل بشكل كبير وتعيق المصاب عن الحركة بشكل طبيعي فإنها قد تتطلب تدخلاً طبياً لعلاجها فوراً، وفي الحالات التي تكون الإصابة فيها شديدة قد تتطلب تدخلاً جراحياً، وفي المقال التالي سنتعرف على خطوات العملية بشكل مفصل ومرحلة تأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي بعدها لضمان التعافي والالتئام بشكل جيد.

أسباب حدوث إصابة الرباط الصليبي

إصابات الرباط الصليبي تحدث نتيجة لأسباب عديدة، ومثال على ذلك:

  • حدوث التواء مفاجئ للركبة أثناء الحركة سواء عند الجري واللعب وتغيير الاتجاه بشكل مفاجئ.
  • ممارسة رياضات تتطلب القفز والهبوط بشكل قوي وخاطئ مثل كرة القدم وكرة السلة.
  • التعرض لصدمة قوية ومباشرة في منطقة الركبة بسبب التعرض لحادث أو ممارسة أحد الرياضات.
  • ثبات القدم على الأرض مع دوران الركبة بشكل مفاجئ.
  • المعاناة من ضعف عام في العضلات المحيطة بمفصل الركبة مما يتسبب في حدوث تمزق للرباط.
  • القيام بتمارين خطيرة تتطلب حركات مفاجئة وتحميل شديد على الركبة مثل كرة القدم، كرة السلة، التزلج، أو رياضات القفز.
تأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي

تأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي

أعراض الإصابة بالرباط الصليبي

عند التعرض لإصابة في الرباط الصليبي فهناك بعض الأعراض التي تكون مصاحبة لتلك الإصابة كما وضح الدكتور عمرو أمل استشاري جراحة العظام والمفاصل واصابات الملاعب:

  • الشعور بألم شديد وقوي في منطقة الركبة فور التعرض للإصابة.
  • سماع صوت طقطقة أو فرقعة من الركبة عند تلقي ضربة مباشرة تتسبب في التمزق.
  • حدوث تورم شديد في الركبة في الساعات الأولى من الإصابة.
  • عدم استقرار مفصل الركبة والشعور بتحركه من مكانه عند محاولة المشي.
  • فقدان القدرة على تحريك القدم المصابة بشكل طبيعي أو فردها لشدة التورم نتيجة لتجمع السوائل حول المفصل.
  • ظهور كدمات في منطقة الركبة بعد يوم من التعرض للإصابة.
  • وجود ضعف في عضلات الركبة التي تحيط بالمفصل للإفراط في استخدام المفصل بشكل خاطئ وتعريضها للإجهاد.

كيف تتم عملية الرباط الصليبي؟

عند التعرض لإصابة في الرباط الصليبي لا تكون بسيطة ولا يمكن علاجها بالراحة أو الطرق العلاجية التحفظية فإن الحل الجراحي يكون لازماً لإصلاح التمزق، وتتم عملية الرباط الصليبي مروراً بالخطوات الآتية:

  • التخدير والتجهيزات: يحدد الطبيب ما إذا كان المريض سيخضع لتخدير كلي أو جزئي حسب نوع العملية والحالة الصحية للفرد، ويتم بعد ذلك تعقيم الركبة وتجهيزها للجراحة.
  • تحديد مصدر الغرز أو الطُعم: على الأغلب فإن الطعم يتم استخدامه من وتر المريض نفسه ولكن هناك بعض الحالات التي يكون فيها الطعم صناعياً أو من خلال أحد المتبرعين.
  • إزالة الجزء التالف من الرباط: يستخدم المنظار من أجل إزالة المتمزق من الرباط وتنظيف المفصل بشكل جيد.
  • تثبيت الطُعم الجديد: يتم وضع الطعم مكان حدوث التمزق في الرباط ويثبت من خلال الاستعانة ببعض المسامير أو الأجهزة الخاصة بالتثبيت.
  • غلق الجرح: يقوم الجراح بعد ذلك يتنظيف مكان العملية بشكل جيد وإغلاق الشقوق الذي تم فتحها من أجل دخول المنظار من خلال بعض الغرز أو لاصق جلدي ويتم وضع دعامة للركبة وضمادة.
  • فترة ما بعد العملية: تكون الركبة مثبتة في بداية فترة بعد العملية باستخدام الدعامات وبعد ذلك يتم اللجوء إلى برنامج العلاج الطبيعي لاستعادة نطاق الحركة الطبيعي بشكل تدريجي.

أنواع الطعوم المستخدمة في عملية الرباط الصليبي

هناك العديد من أنواع الطعوم التي يتم استخدامها في عملية الرباط الصليبي ومنها:

الطُعم الذاتي (Autograft) – من جسم المريض

يعتبر هذا النوع من الطعوم هو الأكثر شيوعاً في الاستخدام لكونه يعطي أفضل النتائج، ويستخرج من المناطق الآتية:

  • وتر العضلة الخلفية (Hamstring Tendon): يعتبر الأكثر شيوعاً ويجعل الألم بسيطاً بعد العملية.
  • وتر الصابونة (Patellar Tendon): يكون أكثر قوة وصلابة ويكون مناسب بشكل أكبر بالنسبة للرياضيين.
  • وتر العضلة الرباعية (Quadriceps Tendon): أفضل حل للحالات التي تكون في حاجة لاستخدام طعم سميك.

الطُعم من متبرع (Allograft)

  • يتم الحصول عليه من بنك الأنسجة.
  • يستخدمه المرضى الذي يحتاجون للتعافي في وقت بسيط أو من يعانون ضعفاً في الأوتار.
  • لا يستخدمه الرياضيين بشكل كبير لأنه يكون أضعف من الطعم الذاتي.

الطُعم الصناعي (Synthetic Graft)

  • استخدامه يكون نادراً عن غيره من الأنواع.
  • تكون هناك بعض الحالات الخاصة التي يستخدم فيها هذا النوع.
نصائح بعد عملية الرباط الصليبي

نصائح بعد عملية الرباط الصليبي

لماذا التأهيل ضروري لنجاح عملية الرباط الصليبي؟

لكي تنجح عملية إصلاح التمزق في الرباط الصليبي يكون من الضروري الاهتمام بمرحلة تأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي بشكل جيد، وتكمن أهمية التأهيل في الآتي:

  • يعمل العلاج الطبيعي على تقوية العضلات التي تحيط بالركبة لحمايتها من التعرض للإصابة مرة أخرى.
  • يساعد على استعادة الحركة الطبيعية للمفصل ومنع حدوث تيبس.
  • مرحلة التأهيل تساعد على تحسين التئام الطعم وتثبيته داخل العظام.
  • يحسن من توازن العضلات ويخفف من الألم والتورم.
  • التأهيل الجيد يساعد على عودة الرياضيين لأنشطتهم مرة أخرى بأمان دون حدوث تمزق أو مضاعفات سيئة.

فإهمال تأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي بعد العملية يتسبب في فشل العملية وحدوث عدم ثبات في المفصل.

كم تستغرق فترة التأهيل الكاملة بعد عملية الرباط الصليبي؟

تستغرق فترة تأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي وقتاً من 6 إلى 9 أشهر، أما بالنسبة للرياضيين فقد تصل إلى 12 شهراً ليكونوا قادرين على العودة لممارسة أنشطتهم بشكل طبيعي مرة أخرى، حيث يتم التعافي كالآتي:

  • يكون المريض قادر على المشي بشكل طبيعي خلال وقت من 4 إلى 6 أسابيع.
  • الرياضات الخفيفة يمكن ممارستها بعد مرور فترة من 3 إلى 4 أشهر.
  • ممارسة رياضة الجري تتم بعد مرور من 4 إلى 5 أشهر.
  • أما بالنسبة للرياضات القوية والقفز فإنها تتم بعد مرور من 6 إلى 9 أشهر.

هل يمكن إجراء التأهيل بعد عملية الرباط الصليبي في المنزل؟

نعم، جزء كبير من برنامج تأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي من الممكن أن يتم في المنزل ولكن ليس بأكمله، حيث يتم ذلك كالآتي:

  • خلال الأسبوع الأول والثاني يمكن أن تتم أغلب التمارين في المنزل على يد أحد المتخصصين في العلاج الطبيعي.
  • بداية من الشهر الثاني يتم عمل جلسات العلاج الطبيعي لضمان تحسن الحالة والقيام بالتمارين بشكل جيد.
  • المراحل المتقدمة من العلاج لا يمكن أن تتم في المنزل لأنها تحتاج إلى تحسين التوازن والقوة بشكل دقيق.

نصائح بعد عملية الرباط الصليبي

بعد عملية الرباط الصليبي هناك بعض النصائح التي يوصي الدكتور عمرو أمل عضو الجمعية المصرية لجراحات العظام باتباعها لضمان نجاح العملية وتأهيل الركبة بعد عملية الرباط الصليبي جيداً وعدم حدوث أي مضاعفات:

  • التحكم في التورم: وضع كمادات الثلج لمدة 20 دقيقة على مكان العملية خلال وقت من 3 :4 ساعات على مدار اليوم، هذا بالإضافة إلى الحفاظ على الساق مرفوعة أعلى من مستوى القلب.
  • الالتزام بالعلاج الطبيعي: احرص على الالتزام بالتمارين التي يحددها الطبيب المتخصص واهتم بشكل أكبر بفرد الركبة بشكل كامل وتحريكها بشكل تدريجي.
  • استخدام العكازات: الاستعانة بالعكازات عند الحركة وتجنب التحميل على الساق المصابة.
  • حماية الطعم الجديد: خلال أول 3 شهور من العملية تجنب تماماً بثني الساق أو القفز والجري أو الالتواء للحفاظ على الطعم الجديد، واحرص على الالتزام بارتداء الدعامة لو أوصى بها الطبيب.
  • العناية بالجرح: اجعل الجرح جافاً وتجنب ابتلاله مع الحفاظ عليه نظيفاً، واذهب فوراً لاستشارة الطبيب في حالة ظهور أي احمرار أو إفرازات أو سخونة من مكان الجرح.
  • تقوية العضلات تدريجيًا: قم بالتأكد من التركيز على تقوية كل من عضلات الفخذ والسمانة والورك وتجنب أي تمارين عشوائية وغير مناسبة لا يصفها الطبيب.
  • التغذية الجيدة: تناول غذاء صحي يحتوي على العناصر الهامة للجسم لتحسين التعافي مثل البروتين، فيتامين C، والزنك الذي يحسن من الالتئام.
  • المتابعة المنتظمة: قم بالحرص على زيارة الطبيب كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع لمتابعة التحسن وتقييم تقدم الحالة.
العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي

العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي

العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي

يتمثل العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي في العديد من المراحل كالآتي:

المرحلة الأولى (0–2 أسبوع)

يكون العلاج في تلك المرحلة متمثلاً في تقليل التورم واستعادة القدرة على فرد الركبة بشكل جيد، ويتمثل ذلك في القيام بالآتي:

  • وضع الكمادات الباردة على مكان العملية والحرص على الساق مرفوعة.
  • ممارسة تمارين انقباض عضلة الفخذ.
  • عمل تمرين رفع الساق المستقيمة.
  • تحريك الركبة بشكل خفيف بزاوية لا تتجاوز 90°.

المرحلة الثانية (2–6 أسابيع)

تلك المرحلة يكون العلاج فيها قائماً على استعادة القدرة على الحركة بشكل جيد كما في السابق وتحسين التحميل على الساق، ويتمثل ذلك في الآتي:

  • استخدام العكاز في التحميل على الساق بشكل تدريجي.
  • توسيع المدى لحركة الركبة ليصل إلى 120°.
  • ممارسة تمارين التوازن بشكل خفيف.
  • التركيز على التمارين التي تقوي الفخذ والسمانة والورك ولا تتطلب تحميل شديد على الساق.

المرحلة الثالثة (6–12 أسبوع)

يتم التركيز على تقوية ثبات مفصل الركبة بشكل أفضل في تلك المرحلة، ويتم ذلك من خلال عمل الآتي:

  • عمل بعض تمارين الاسكوات الخفيفة.
  • ممارسة تدريبات التوازن المتقدمة.
  • ركوب الدراجة الثابتة.

المرحلة الرابعة (3–5 أشهر)

يستعد المريض في تلك الفترة لممارسة الجري الخفيف ويتم ذلك من خلال الآتي:

لا تدع الألم يعيقك،
استشر طبيب العظام اليوم استعد نشاطك
  • عمل التمارين التي تقوي منطقة أعلى الفخذ والمنطقة الخلفية.
  • تدريبات المقاومة بشريط مطاطي أو باستخدام الحبال.
  • إذا سمح الطبيب حسب حالة المريض يمكن البدء في الجري بشكل خفيف.

المرحلة الخامسة (6–9 أشهر)

بعد الفحص الجيد لحالة المريض يبدأ الطبيب في تمهيده للعودة لممارسة الرياضات التي كان يقوم بها في السابق، ويتم ذلك من خلال الآتي:

  • عمل بعض التدريبات التي تحسن من السرعة والقدرة على تغيير الاتجاهات أثناء الحركة.
  • ممارسة تمارين القفز والتحمل.
  • اختبار القوة والتوازن لقياس جاهزية الركبة ومدى تحسن الالتئام.

التمارين اللازمة بعد جراحة الرباط الصليبي

بعد جراحة الرباط الصليبي هناك مجموعة من التمارين اللازمة لإتمام مرحلة التعافي بشكل جيد، وكل مرحلة من العلاج يكون لها مجموعة التمارين الخاصة بها حسب وضع المريض كالآتي:

أول أسبوعين

يعتمد المريض على بعض التمارين الأساسية والخفيفة التي لا تتطلب أي ضغط على الساق مثل:

  1. انقباض عضلة الفخذ.
  2. رفع الساق مستقيمة.
  3. تحريك الركبة لزاوية 0–90° ببطء وبشكل تدريجي.
  4. ثني الكاحل بحرص لعدم حدوث تجلطات.

من الأسبوع 2 إلى 6

تزداد الحركة إلى جانب زيادة قوة وحدة التمارين، ومن تلك التمارين:

  1. سكوات خفيف.
  2. تمرين الجسر.
  3. الدراجة الثابتة بدون مقاومة.
  4. ممارسة تمارين التوازن البسيط على قدم واحدة.

من الأسبوع 6 إلى 12

يصف الطبيب مجموعة من التمارين التي تساعد على زيادة تقوية المفصل وتحسن من الثبات، ويتمثل ذلك في الآتي:

  1. يتم ممارسة تمارين سكوات أكثر عمقاً ولكن بحرص وبالتدريج.
  2. Lunges أمامية وخلفية.
  3. تمارين المقاومة بالحبال للفخذ.
  4. تحسين التوازن على سطحية غير ثابتة.

من الشهر 3 إلى 5

  1. ممارسة تمارين تقوية مكثفة للفخذ الأمامي والخلفي.
  2. القفز الخفيف.
  3. تمارين قص ولصق الاتجاهات الخفيفة.
  4. ركوب الدراجة بمقاومة أعلى.

من الشهر 6 إلى 9

  1. يتم ممارسة القفز العمودي والأفقي.
  2. تحسين تغيير الاتجاهات بشكل سريع.
  3. عمل بعض التدريبات التي تحسن من السرعة وتزيد القدرة على التوازن.
  4. تمارين التحمل والقوة الكاملة للساق.

طريقة النوم الصحيحة بعد عملية الرباط الصليبي

طريقة النوم الصحيحة بعد عملية الرباط الصليبي تقلل من الضغط على المنقطة المصابة وتقليل الألم والمضاعفات، ويتمثل ذلك في الآتي:

  • النوم على الظهر: تعتبر تلك الوضعية هي الأفضل بعد عملية الرباط الصليبي، وتكون من خلال النوم على الظهر مع وضع وسادة أسفل الساق لتقديم الدعم الكافي للركبة والحفاظ عليها مرفوعة لتقليل التورم، احرص أثناء ذلك أن تكون الركبة مشدودة وفي وضع مستقيم دون ثنيها.
  • النوم على جانب الساق السليمة: قم بوضع وسادة بين الركبتين لحماية الركبة المصابة من الالتواء أو التعرض لأي احتكاك مع تجنب النوم على جانب الركبة المصابة في بداية الفترة الأولى من العملية.
  • تجنب النوم على البطن: النوم على البطن يتسبب في حدوث التفاف في مفصل الركبة مما يتسبب في الضغط على الرباط الجديد.
  • استخدام دعامة الركبة: لو كانت حالة المريض تسمح باستخدامها فيجب الحرص على وضعها حسب تعليماته خلال وقت النوم للحفاظ على ثبات المفصل إذا كان ضعيفاً.

لا تدع الألم يعيقك،
استشر طبيب العظام اليوم استعد نشاطك
dr-amr
dr-amr
دكتور عمرو أمل — استشاري جراحة العظام والمفاصل. عضو هيئة التدريس بكلية الطب – جامعة عين شمس. زميل جامعة ومستشفى آخن (RWTH Aachen) – ألمانيا. محاضر و عضو بالجمعية السويسرية لكسور العظام AO.
مقالات ذات صلة