علاج التهاب الأوتار: الدليل الشامل من الأعراض حتى الشفاء
آخر تحديث :
التهاب الأوتار شائع بين الكثيرين سواء من خلال زيادة المجهود الذي يقوم به الأفراد خلال نشاط معين أو المعاناة من بعض الأمراض المزمنة التي تتسبب في الالتهاب، وفي المقال التالي سنعرض أبرز طرق علاج التهاب الأوتار وكيفية الوقاية من الإصابة به.
الفرق بين التهاب الأوتار وتمزق الأوتار
هناك بعض الفروق بين التهاب الأوتار وتمزق الأوتار، وإليك بعض منها:
التهاب الأوتار (Tendinitis)
- يكون ذلك نتيجة الإفراط في الضغط على الوتر وكثرة استخدامه.
- يصحب التهاب الأوتار ألم وتيبس في مكان الإصابة وتورم.
- يلتهب الوتر بشكل شديد ويظهر احمرار في منطقة الألم.
- يتم علاجه بتمارين العلاج الطبيعي التي يوصي بها الطبيب مع تناول الأطعمة المضادة للالتهابات وأخذ قسط وفير من الراحة.
تمزق الأوتار (Tendon Tear/Rupture)
- يحدث التمزق نتيجة التعرض لصدمة أو ضربة مباشرة في الوتر تؤدي لتمزقه.
- تلك الإصابة ينتج عنها ألم شديد وعدم القدرة على تحريك المفصل بفعالية.
- قد يحدث تمزق جزئي أو كلي في المفصل وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر إجراء جراحي لإصلاح المشكلة.
- فور الإصابة قد يحدث صوت فرقعة أو طقطقة من المفصل وتوجد بعض الكدمات.

علاج التهاب الأوتار
أسباب التهاب الأوتار
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لالتهاب الأوتار ومنها:
- الإجهاد المتكرر: القيام بحركات متكررة لكل من المفاصل والعضلات سواء من خلال ممارسة بعض التمارين أو طبيعة بعض الأعمال.
- الإصابات الحادة: التعرض لصدمة قوية مباشرة في الوتر أو السقوط.
- الكبر في السن: مع أعراض التقدم في السن يصبح الوتر أقل مرونة من السابق لكثرة استخدامه في مراحل الحياة المختلفة مما يجعله معرضاً للالتهابات.
- بعض الأمراض المزمنة: هناك بعض الأمراض التي تؤدي لحدوث التهابات في الأوتار مثل السكري، التهاب المفاصل الروماتويدي، أو أمراض الغدة الدرقية.
- ضعف العضلات أو عدم التوازن: عدم الاهتمام بتقوية العضلات وفقدان التوازن يتسبب في زيادة الضغط على الأوتار وينتج عنه حدوث التهابات.
- آثار بعض الأدوية: قد تتسبب بعض الأدوية في حدوث التهابات كأعراض جانبية لها مثل بعض أنواع المضادات الحيوية كالفلووروكوينولونات.
أنواع التهاب الأوتار الشائعة
تتعدد أنواع التهابات الأوتار الشائعة بين الأفراد ومنها:
- التهاب وتر الركبة: يوجد لها مسمى آخر يعرف أيضاً بركبة القافز ومن أعراضه الشعور بألم في منطقة أسفل الركبة تشتد حدته عند الحركة.
- التهاب وتر الكتف: يحدث ذلك الالتهاب في الكفة المدورة المتواجدة في الكتف ويتسبب في الشعور بألم شديد عند محاولة رفع الذراع.
- التهاب وتر الكوع: وينقسم إلى نوعين وهما التهاب في الأوتار الجانبية الخارجية للكوع والتهاب أوتار الجانب الداخلي للكوع، وهذا يكون نتيجة الحركات المتكررة للذراع.
- التهاب وتر اليد أو الرسغ: يحدث ذلك في الأوتار التي تقع على جانب الإبهام من ناحية الرسغ ويشعر الفرد بألم عند محاولة إمساك شئ ما أو الضغط على الإبهام.
- التهاب وتر أخيل: يصيب هذا الالتهاب وتر العرقوب المتواجد خلف الكعب ويظهر بشكل كبير لدى العدائين وحاملي الأثقال، ويشعر المصاب بألم وتورم عند الحركة.
أعراض وعلامات التهاب الأوتار
من أبرز الأعراض التي يستدل منها على حدوث التهاب في الأوتار:
- الشعور بألم شديد تزداد حدته عندما يتحرك المصاب أو يضغط على الوتر، وعند تطور الحالة لا تخفف الراحة من تطور الألم ويظل مستمراً.
- ظهور تورم وانتفاخ حول الوتر المصاب.
- تصلب المفاصل التي تكون قريبة من الوتر خلال فترات الصباح أو عند أخذ قسط من الراحة.
- عدم القدرة على تحمل التحميل على مكان الالتهاب أو الضغط على الوتر.
- صوت فرقعة أو صرير يصدر من المفصل عند الحركة.
- المعاناة من فتور في العضلة المرتبطة بالوتر مما يجعل الفرد غير قادر على القيام بأنشطته اليومية بشكل طبيعي أو رفع الأشياء من مكانها.

علامات التهاب الأوتار
كيفية تشخيص التهاب الأوتار
لتشخيص وعلاج التهاب الأوتار يقوم الطبيب بالخطوات الآتية:
- الفحص السريري: يتعرف الطبيب على الأعراض التي يشعر بها المريض ومكانها وما إذا كان تعرض لأي إصابات سابقة، ويقوم بعد ذلك بفحصه بشكل جيد والتعرف على مدى حركة المفصل والألم الذي يشعر به المريض أثناء الحركة.
- اختبار الحركة: يطلب الطبيب من المريض عمل بعض الحركات لفحص العضلة والمفصل والتعرف على الأوضاع التي تتسبب في اشتداد الألم والأعراض.
- الفحوصات الطبية: يقوم المريض بعمل فحص بالأشعة السينية للتعرف على ما إذا كان هناك أية كسور أو تآكل في العظام، أو عمل فحص بالأشعة فوق الصوتية للتعرف على سبب التهاب الوتر وما إذا كان هناك تمزق، بالإضافة إلى الرنين المغناطيسي الذي يوضح تفاصل الوتر الداخلية بشكل أكثر دقة والكشف عن أي إصابات أخرى محيطة.
طرق علاج التهاب الأوتار بدون جراحة
من الممكن أن يتم علاج التهاب الأوتار بدون جراحة إذا كان الالتهاب بسيطاً ولا يتواجد معه أي إصابات أخرى، وفي تلك الحالة يتمثل العلاج في الآتي:
- أخذ قسط وفير من الراحة ومنع أي أنشطة قد تتسبب في الضغط على الوتر.
- وضع كمادات باردة على مكان الالتهاب بشكل يومي لمدة 10 إلى 15 دقيقة للسيطرة على التورم وتقليل الألم.
- تناول بعض مسكنات الألم مثل الباراسيتامول وبعض الأدوية المضادة للالتهابات.
- ممارسة بعض تمارين العلاج الطبيعي مثل تمارين التمدد والتقوية التي تقوي العضلات المحيطة بمفصل الركبة بعد التأكد من زوال الالتهابات، ولتحفيز الشفاء بشكل أكثر فعالية من الممكن استخدام بعض الأجهزة مثل الموجات فوق الصوتية أو التحفيز الكهربائي.
- بعض الحالات تستدعي استخدام الحقن الموضعية مثل الكورتيزون الفعال في التخفيف من الالتهابات أو الحقن بالخلايا الجذعية لتحفيز الأنسجة على التجديد والشفاء.
- قد ينصح الطبيب المريض بارتداء جبيرة أو رباط ضاغط أو دعامة لتخفيف الضغط على الوتر أثناء الحركة.
العلاج الطبيعي لالتهاب الأوتار
لعلاج التهاب الأوتار بشكل فعال ينصح الطبيب بالالتزام ببرنامج العلاج الطبيعي الذي يناسب حالة المريض والذي قد يتمثل في الآتي:
- تمارين التمدد (Stretching): تعمل تلك التمارين على تحسين مرونة الأوتار والعضلات المحيطة بها، ويجب القيام بها بحرص شديد لتجنب حدوث أية مضاعفات.
- تمارين التقوية (Strengthening): تلك التمارين تساعد على تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل لتساهم بفعاية في تخفيف الضغط الواقع عليها، ويتم التدرج في حمل الأوزان من الخفيف إلى الأكثر شدة.
- التحفيز الكهربائي والموجات فوق الصوتية: لهم دور فعال في التقليل من الالتهابات وتحسين شفاء الأنسجة ويتم استخدامهم تحت إشراف طبيب متخصص في العلاج الطبيعي.
- نمط الحركة السليم: يقوم الطبيب بتعليم المريض كيفية الوقوف والمشي بشكل سليم لا يتسبب في الضغط على الأوتار وتضمن سلامتها.
الحلول الجراحية لالتهاب الأوتار
لعلاج التهاب الأوتار باستخدام الحلول الجراحية يقوم الدكتور عمرو أمل أفضل دكتور عظام ومفاصل بترشيح أحد العمليات الآتية حسب حالة المريض:
- إزالة الأنسجة التالفة (Debridement): في تلك العملية يقوم الجراح بإزالة الأجزاء التالفة الوتر لتخفيف الألم وتحسين الشفاء.
- إعادة تثبيت الوتر (Tendon Repair): يتم اللجوء لتلك العملية في حالة المعاناة من تمزق جزئي أو كلي للوتر بسبب المعاناة مرض يتسبب في التهاب مزمن، ويتم في تلك الجراحة إعادة الوتر لمكانه وربطه مرة أخرى بالعظم أو العضلة.
- الجراحة بالمنظار (Arthroscopic Surgery): يعتبر من أبسط الطرق الجراحية لكونها تعمل على إزالة الالتهاب وإصلاح التالف من الوتر وتتميز بكونها لا تتطلب جرح كبير أثناء العملية مما يجعل التعافي منها يأخذ وقت أقل من الطرق الجراحية الأخرى.

تشخيص التهاب الأوتار
كم يستغرق علاج التهاب الأوتار؟
يستغرق علاج التهاب الأوتار وقت مختلف من شخص لآخر حسب نوع الوتر وشدة الالتهاب:
- الحالات الخفيفة إلى المتوسطة: تستغرق وقتاً من 4 إلى 6 أسابيع من خلال الاستعانة بطرق العلاج التحفظية التي تتمثل في الراحة وعمل الكمادات والالتزام بالعلاج الطبيعي الذي يوصي به الطبيب.
- الحالات المزمنة: يستغرق وقت العلاج في تلك الحالات من 8 إلى 12 أسبوعاً وبالأخص لو كان المريض يعاني من تمزق جزئي أو كلي أو التعرض لالتهابات متكررة.
- بعد الجراحة: يتراوح وقت التعافي من 6 إلى 12 أسبوعًا ويشمل ذلك وقت العلاج الطبيعي حتى يكون المريض قادر على استعادة قوته وحركته كالسابق مرة أخرى.
طرق الوقاية من التهاب الأوتار
للوقاية من التهاب الأوتار يوجهنا الدكتور عمرو أمل عضو الجمعية المصرية لجراحات العظام لاتباع النصائح الآتية:
- ممارسة تمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة أو أي عمل شاق للحرص على حماية الأوتار من الإجهاد.
- عمل بعض التمارين التي تساعد على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل للتخفيف من الضغط الواقع على الأوتار.
- تعلم التقنيات الحركية الصحيحة أثناء ممارسة التمارين والحركة للحفاظ على سلامة كل من العضلات والأوتار.
- أخذ فترات من الراحة من حين لآخر أثناء التمارين أو بعض الأعمال وعدم الاستمرار على وضعية واحدة لفترة طويلة.
- تجنب الزيادة في الوزن لحماية المفاصل من الضغط الواقع عليها والاهتمام بعلاج الأمراض المزمنة مثل السكري والتهابات المفاصل.
- في حالة القيام بأي نشاط يتطلب الضغط المستمر على الوتر يجب ارتداء دعائم وجبيرة لتقديم الدعم لها.
هل يمكن علاج التهاب الأوتار في المنزل؟
نعم، في حالات الالتهاب الخفيفة والإصابات البسيطة يمكن علاج التهاب الأوتار في المنزل من خلال القيام بالآتي:
- أخذ قسط وفير من الراحة وتجنب إجهاد الوتر.
- عمل كمادات باردة مكان الالتهاب.
- تناول أدوية مضادة للالتهابات ومسكنات الألم في حالة عدم القدرة على تحمله.
- ممارسة تمارين التمدد البسيطة وشد الساق بلطف لضمان عدم حدوث تصلب.
هل يمكن ممارسة الرياضة مع التهاب الأوتار؟
نعم، من الممكن أن يمارس الفرد الرياضة مع التهاب الأوتار ولكن شريطة أن ينتبه لبعض الأمور الهامة مثل:
- تجنب الجهد الزائد أو التحميل على الوتر وحمل أوزان ثقيلة.
- اختيار التمارين التي لا تتطلب القيام بالضغط أثناء ممارستها مثل السباحة وركوب الدراجة.
- ممارسة تمارين الإحماء قبل البدأ في أي نوع من الرياضات لمد الوتر والتخفيف من مخاطر الالتهاب.
- التركيز على التمارين التي تقوي العضلات المحيطة بالوتر وتخفف من الضغط الواقع عليه.
- لو شعرت بالألم أثناء ممارسة التمارين يجب أن تتوقف فوراً وتأخذ قسطاً من الراحة وألا تتجاهل الألم.