ما لا تعرفه عن تمزق الأربطة وما هي طرق علاجها ومدة شفائها؟

الأربطة مهمة للغاية لكونها تعمل على ربط العظام مع بعضها بشكل جيد، والتعرض لأي إصابات في تلك الأربطة يؤثر على حركة الفرد ونشاطه بصورة واضحة، تابع معنا المقال التالي من أجل التعرف على معلومات أكثر بخصوص هذا الموضوع.

تمزق الأربطة

يتم تعريف تمزق الأربطة على أنه إصابة تحدث في الأنسجة الضامة الكثيفة التي يتم من خلالها ربط العظام مع بعضها عند التقائها بالمفصل، ويحدث هذا عندما تتمدد بطريقة أكثر من اللازم تفوق المعدلات الطبيعية نتيجة حركة خاطئة مفاجئة أو القفز وحدوث التواء على إثر ذلك مما يتسبب في تمزقها.

من أجل التعرف على كيفية العلاج المناسب لتمزق الأربطة يجب في البداية أن نتعرف على أهم الأسباب المؤدية إلى ذلك منذ البداية، ولكي نتعرف على هذا بطريقة واضحة يقوم الطبيب المتخصص باتباع الطرق الآتية:

  • الفحص البدني: قد يبدأ الطبيب في الفحص السريري لمعرفة ما إذا كان هناك تمزق في الأربطة أم لا، ويتم التعرف على ذلك من خلال مقارنة الساق السليمة بالمصابة ويتم ملاحظة تورم فيها.
  • الأشعة السينية: يتم الاستعانة بالأشعة السينية من أجل التأكد من عدم وجود أي كسور في العظام.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يتم الحصول من خلال ذلك على صور واضحة لكل من الأنسجة الصلبة والرخوة في جسم الإنسان.
  • الموجات الفوق صوتية: تستخدم في تصوير الأعضاء الداخلية لجسم الفرد والتأكد من عدم وجود أية إصابات في أربطة الركبة والأوتار والعضلات.

اسباب تمزق الاربطة

إصابات الركبة شائعة، خاصة بين الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الرياضية. الركبة تكون محمية بمجموعة من الأربطة القوية التي تعمل على ربط عظام الفخذ بعظام الساق لضمان ثبات المفصل. في الركبة، يوجد نوعان أساسيان من الأربطة، هما: الرباط الصليبي الأمامي والرباط الصليبي الخلفي. الرباط الصليبي الخلفي يقوم بدوره في منع الساق من التحرك إلى الخلف بشكل غير طبيعي، بينما الرباط الصليبي الأمامي يحد من التحرك المفرط إلى الأمام، مما يحافظ على دوران الركبة وثباتها.

عند القيام بحركات مفاجئة أو السقوط بطريقة غير مناسبة، قد يتعرض الإنسان لإصابات في الأربطة. هذه الإصابات تظهر بشكل خاص عندما تُمدد الأربطة المحيطة بمفصل ما أكثر من اللازم، مما قد يسبب تمزقها أو انفصالها عن العظم المرتبط بها.

إصابات معينة كتلك التي تصيب الرباط الصليبي الأمامي في الركبة غالبًا ما تحدث خلال النشاط البدني أو الرياضي. هناك عدة سيناريوهات تزيد من خطر التعرض لمثل هذه الإصابات، مثل تغيير الاتجاه فجأة، التقليل من سرعة الجري بشكل سريع، الوقوع على الأرض بطريقة غير صحيحة بعد القفز، أو تلقي ضربة قوية مباشرة على جانب الركبة.

مدة شفاء تمزق الأربطة

تختلف مدة شفاء تمزق الأربطة حسب مدى شدة الإصابة التي قد تعرض لها الفرد ونشاطه، ويتم تصنيف الضرر الذي تتعرض له الأربطة لعدة مراحل، ومن أمثلتها:

  • الدرجة الأولى: في هذه المرحلة من الإصابة يكون الكاحل ملتوياً ولا يوجد تمزق فيه ولكنه يكون ثابتاً، وفترة العلاج لهذه الإصابة تكون من أسبوعين حتى مرور أربعة أسابيع ويكون الفرد قادراً على مواظبة حياته بصورة طبيعية بعد ذلك.
  • الدرجة الثانية: يكون في هذه الإصابة الالتواء معتدلاً مع وجود تمزق جزئي في الأربطة، ويكون هذا مصحوباً بألم معتدل ويشعر الفرد بعدم الاستقرار مع ملاحظة وجود كدمات في كثير من المناطق، وتستغرق مدة العلاج في تلك الحالة من 6 إلى 8 أسابيع.
  • الدرجة الثالثة: يحدث في ذلك التواء بسيط مع الشعور بعدم استقرار في المفاصل وقد يحدث تمزق في الرابط وينتج عن ذلك ألم شديد مصاحباً لتورم في الساق، وتتوقف فترة العلاج في تلك المرحلة على عديد من الأمور ويكون الطبيب وحده قادراً على تحديد ذلك.
  • الكسر القلعي: في تلك الحالة يحدث تمزق في أحد الأربطة أو أكثر من واحد في نفس الوقت ويكون هذا بعيداً عن العظام، ولكن قد يحدث الكسر خلال إجراء العملية، وتستغرق مدة العلاج في هذه الحالة من 12 أسبوع حتى 6 أشهر.

علاج تمزق الاربطة

يعتمد العلاج في الأساس على المكان الذي قد حدث فيه التمزق ومدى شدة الإصابة التي قد تعرض لها الفرد، ومن أمثلة الطرق التي يتم اتباعها في العلاج:

  • الإسعافات الأولية: عند التعرض للإصابة مباشرة يجب أن يقوم الفرد لنفسه ببعض الإسعافات الأولية، ويتمثل ذلك في تثبيت العضو المصاب وتجنب المشي إذا كانت الإصابة في الركبة أو الكاحل، ويتم عمل كمادات ثلج على منطقة الإصابة من أجل تهدئة التورم والألم، مع الحرص على رفع الساق المصابة عن باقي مستوى الجسم.
  • الأدوية: في حالات الشد الخفيفة أو التمزق البسيط قد يتم الاكتفاء ببعض المسكنات التي يصفها الطبيب من أجل تهدئة الألم، ومثال على ذلك الأيبوبروفين (Ibuprofen)، أو أسيتامينوفين (Acetaminophen).
  • وضع ضمادة ضاغطة: في الحالات التي يكون التمزق فيها شديداً قد يوصي الطبيب باستخدام دعامة الركبة خلال فترة العلاج من أجل التخفيف من حدة التورم.
  • الجراحة: يكون التدخل الجراحي فقط في الحالات الخطيرة التي يحدث فيها تلف تام في الأربطة وهذا يجعل التدخل الجراحي أمر لا بد منه.

هل تمزق الأربطة خطير؟

تمزق الأربطة يعتبر من أشد الإصابات التي قد يتعرض لها الأفراد نتيجة لحدوث التواء في الأربطة، وينتج عن مثل تلك الإصابة تورم شديد تصحبه نوبات من الألم وهذا يجعل الفرد يشعر بعدم ثبات المفصل ويفقد القدرة على المشي بصورة طبيعية كما في السابق، وكلما كانت الإصابة التي تعرض لها الفرد شديدة كانت الأعراض المصاحبة لها أكثر حدة ويستغرق الأمر فترة علاج أطول.

يعتبر التمزق من الدرجة الثالثة هو من أخطر المراحل في تلك الإصابة لكونها تتسبب في آلام مزمنة وحادة للفرد وفقدانه القدرة على الاتزان والتحكم في المفصل، ولا يكون هذا النوع من الإصابات قادراً على التعافي بشكل ذاتي ويحتاج إلى تدخل طبي جراحي فوراً من أجل علاج المشكلة بشكل نهائي قبل تفاقهما وازدياد حدتها بشكل خطير.

اعراض تمزق الاربطة

هناك العديد من الأعراض التي يستدل منها على حدوث تمزق في الأربطة، وتبدأ الأمور الآتية في الظهور على الفرد فور إصابته:

  • المعاناة من آلام شديدة ومفاجئة في المفصل المصاب.
  • وجود تورم واضح وصريح في المفاصل.
  • فقدان القدرة على التحكم في المفصل المتضرر وعدم المشي بشكل طبيعي.
  • ظهور كدمات على منطقة الجلد التي تحيط بالمفصل المصاب.
  • قد يتحرك المفصل من مكانه بشكل كامل ويظهر ذلك خلال فحص الطبيب للمريض.

هل تمزق الأربطة يحتاج جبس؟

لا تكون كل الحالات لتمزق الأربطة في حاجة إلى جبس حيث يتوقف ذلك على مدى شدة الإصابة التي قد تعرض لها الفرد، وهناك حالات تستدعي بالفعل وضع الجبس فور التعرض للإصابة مع الحرص على تجنب وضع أي وزن على القدم المصابة لمدة تتراوح من أربعة إلى ستة أسابيع وبعد ذلك يخضع الفرد لبرنامج إعادة التأهيل حتى يتم معالجة الأربطة ويتم استعادتها لقدرتها على أداء وظيفتها.

 علاج تمزق الاربطة بالاعشاب

هناك العديد من الأعشاب التي يتم استخدامها في حالات التمزق، حيث تهدف تلك الطريقة في العلاج إلى تهدئة الأعراض والتخفيف من الآلام المصاحبة لها، ومن أمثلتها:

  • الزعفران (Saffron): يعتبر الزعفران ذو خصائص علاجية مهمة للغاية لكونه يحتوي على مضادات الأكسدة والالتهابات، حيث أن تناول بعض الجرعات المحددة من الزعفران والتي يقوم الطبيب بتحديدها لمدة 7 أيام متصلة مع بعضها تساعد على تخفيف الآلام التي تكون ناتجة عن التمزق.
  • الكركم (Turmeric): يستخدم الكركم في العلاج لكونه يحتوي على كثير من الخصائص العلاجية لاحتوائه على مضادات الأكسدة والالتهابات ويكون قادر على التخلص من الشوارد الحرة (Free Radical)، ويتم إضافته إلى الحليب وشربه وهذا مساهم في علاج التمزق بشكل كبير.
  • الزنجبيل (Ginger): يتم وضع ملعقة من الزنجبيل في كوب من الماء الساخن ووضع قطعة من القماش فيها ثم يتم عمل كمادات بها على منطقة الإصابة أكثر من مرة في اليوم، ويمكن تناوله كمشروب بغرض تقوية العضلات.
  • زهرة العطاس (Arnica): زيت زهرة العطاس يعمل على التهدئة من حدة الالتهابات والكدمات والأعراض التي تكون مصاحبة لحدوث التمزق.
  • البابونج (Chamomile): يتم نقع ملعقة كبيرة من البابونج مع نصف كوب من الماء المغلي لمدة دقيقة ويتم وضع قطعة من القماش فيها ووضعها على المنطقة المصابة، وكلما بردت يتم تسخينها مرة أخرى.

ما علاج التمزق في الاربطة؟

يختلف علاج تمزق الأربطة من حالة إلى أخرى وفقاً لمدى شدة الإصابة التي قد تعرض لها الفرد، فإذا كانت الإصابة خفيفة وبسيطة يتم الاكتفاء بالراحة التامة مع عمل بعض الكمادات الباردة من أجل تهدئة حدة التورم بالإضافة إلى تناول بعض مسكنات الألم في حالة اشتداد الأعراض على الفرد مع الحرص على لبس دعامة ضاغطة ورفع الساق المصابة نحو الأعلى، أما إذا كانت الإصابة شديدة فإن الأمر يستدعي تدخل جراحي فوراً.

تمارين تمزق الأربطة

عند المعاناة من تمزق في الأربطة فإن الطبيب المتخصص ينصح ببعض التمارين التي تساعد على استعادة الساق لعافيتها بشكل سريع، ومن أمثلتها:

  • تمرين عضلات الفخذ: يتم القيام بعمل هذا التمرين من خلال التمدد على الأرض والقيام بثني اليدين خلف الرأس، بعد ذلك يتم رفع وثني الركبة 10 ثواني وبسطها مرة أخرى مع القيام بشد عضلات القدم الأخرى ويتم تكرار هذه الخطوات في كلتا الساقين، وهذا يساعد عضلات الفخذ والأربطة على استعادة مرونتها مرة أخرى.
  • تمرين الجسر: يتم الاستلقاء على الأرض مع القيام برفع الفخذين والحوض نحو الأعلى لبضع ثواني ثم يتم إنزالها مرة أخرى، يتم تكرار هذه الخطوات في كلتا الساقين أكثر من مرة.
  • تمرين الدفع للأمام: يجب أن يكون الظهر على مستوى عمودي والقدم المصابة تكون في الأمام والأخرى تكون في الخلف، بحيث يكون الشخص واقفاً وظهره مستوي والقدمان ممدودتان بشكل جيد دون ثنيهما.