ما لا تعرفه عن القدم المخلبية وما هي أسبابها وطرق علاجها؟

يوجد العديد من الأمراض التي تخص الطفل وبعد الاكتشافات العلمية الحديثة أصبح من السهل أن نتعرف إلى أعراض المرض في الأجنة أيضا، مرض القدم المخلبية هو خلل ما يصيب قدم الأطفال وحديثي الولادة يوجد له العديد من الأعراض وتم التوصل لعلاجات مؤثرة له حاليا، في هذا المقال نوفر لك المعلومات الكاملة عن حنف القدم وتفاصيله … فتابعونا

القدم المخلبية
القدم المخلبية

القدم المخلبية

القدم المخلبية أو كما أطلق عليها الأطباء “حنف القدم” هي واحدة من العيوب الخلقية التي تصيب فئة الأطفال، يوجد الكثير من التساؤلات التي وردت في القدم الخلبية عن ماهية المرض وأسباب الإصابة به وأيضا العلاج المتاح له ومن هم الفئات المصابة به؟

ما هي القدم المخلبية؟

تعد القدم المخلبية أو القدم الحنفاء (Clubfoot) مشكلة خِلقية تصيب الأطفال وهي تشبه الالتواء في القدم للداخل وتتجه نحو الأسفل مما قد يسبب صعوبة في الحركة للطفل ويؤثر على المشي بشكل مباشر، في العادة لا يحب هذا الخلل في شكل القدم ألم لكن قد تزيد متاعب الطفل مع إهمال العلاج.

التدخل السريع في الخلل الموجود في القدم المخلبية يساعد بدوره في سرعة العلاج ويجعل الطفل يجنب مشكلات كثير ناجمة عن المرض منها إجباره على المشي على جانبي القدم في حالة التقوس الشديد.

يمكن أن تكون الإصابة بالقدم الحنفاء في إحدى أقدام الطفل أو كلتيهما وتسمى في الحالتين “حنف القدم الخِلقية” أو “حنف القدم”، يعتبر الاعوجاج الموجود في القدم المخلبية نتيجة لقص الروابط أو الأوتار التي تصل بين العضلات والعظام في القدم وهي تشوه خِلقي يأتي في العادة لحديثي الولادة.

يوجد بعض حالات المرض الذي يشتد عليها الأعراض وتصل إلى تقوس شديد في القدم للداخل وأحيانا تنقلب القدم رأس على عقب وهذا يسبب عائق وصعوبة في المشي بشكل سوى، قد يولد الطفل بالقدم المخلبية أو يصاب بها في سن متأخر نسبيا ما بين عامين إلى ثلاث أعوام.

ما هي مسببات القدم حنف القدم أو القدم المخلبية؟ 

اكتشاف سبب محدد لإصابة الأطفال بالقدم المخلبية لم يتم توضيحه بشكل كافي بعد إلا أن هناك بعض العوامل منها الوراثية تحمل دور هام في زيادة خطر الإصابة بالمرض، عادة ما يصيب حنف القدم واحد من كل 900 طفل وتزداد احتمالية الإصابة في حالة وجود تاريخ مرضي لهذه العِلة في أسرة الطفل.

لو كان أحد الأبوين قد أصيب بالقدم المخلبية في الصغر يزداد احتمال أن يصاب الأطفال بنسبة من %15 حتى %30، يتسبب إهمال أعراض المرض في مضاعفات تحدث للطفل وعلى الأبوين لإتباه خاصة إذا كان هناك أحد أفراد العائلة مصاب بالمرض.

ما هي أعراض القدم المخلبية؟ 

من الهام أن تتعرف إلى أعراض القدم المخلبية لكي تكون على وعي بها لأن التدخل السريع في هذا المرض يجعل الشفاء منه في وقت أقصر ولا يؤثر على حركة الطفل عمومًا، إليك في ما يلي بعض الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بحنف القدم:

  • وجود التواء أو تقوس في الجزء الأمامي من القدم متجه إلى الداخل وإلى الأسفل وقد يصيب المرض كعب القدم تحديدا ويحدث الاعوجاج به.
  • في بعض الحالات تتسبب الإصابة بالقدم المخلبية قصر في الساق أو القدم.
  • يوجد درجة إصابة تجعل القدم تلتوي للداخل بشكل كبير وتشبه مضرب جولف قليلا.
  • في العادة لا يسبب حنف القدم ألم للطفل المصاب.

كيف يتم تشخيص القدم الحنفاء؟ 

إذا كان لكِ تاريخ وراثي مع مرض القدم المخلبية، فيجب أن يتم المتابعة من الطبيب لأن تشخيص حالة حنف القدم يمكن أن يكون من قبل الولادة من خلال استخدم الموجات الفوق صوتية خاصة إذا كانت الإصابة في القدمين معا.

اكتشاف المرض مبكرا واجراء الفحصوات والاختبارات اللازمة والتأكد من عدم إصابة المريض بمشكلات صحية أخرى منها الحثل العضلي “Muscular dystrophy” يسهل من البَدْء في العلاج مباشرةً وهذا يساعد في عودة القدم إلى طبيعته خلال النمو الطبيعي للطفل.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالقدم المخلبية؟ 

اعتناء المرأة بنفسها في مدّة الحمل قد يساهم بشكل ما في تجتب الإصابة بالمرض وأعطى الأطباء بعض النصائح للحامل والتي تساعد في تقليل خطورة الإصابة بالتشوهات الخِلقية ومنها حنف القدم، وجاءت الإشارات كالتالي:

  • البُعد عن التدخين أو مجالسة المدخنين.
  • تجنب شرب الكُحول تماما.
  • اتباع تعليمات الأطباء في الأدوية المُتبعة خلال مدة الحمل.

أسباب القدم المخلبية

لم يفصح الأطباء بَعد عن سبب رئيسي لحالات حنف القدم أو القدم المخلبية لكن يوجد عوامل مساعدة قد تكون وراثية أو بيئية تؤثر على إصابة الطفل بالمرض وتزيد نسب الإصابة في الذكور، من أسباب القدم المشوه الحنفاء ما يلي:

  • التاريخ الوراثي لمرض حنف القدم يؤدّي دور هام في إصابة الطفل سواء حديث الولادة أو الأكبر سنا بهذه العِلة  خاصة إذا كان أحد الأبوين من مصابي القدم المخلبية.
  • يمكن أن يكون السبب خِلقي وهو تعرض المريض لخلل ما في الهيكل العظمي مما يؤدي إلى الإصابة بالقدم المخلبية مصحوبة بأحد الأمراض الأخرى مثل خلل في التنسج النمائي للورك أو مشكلة السنسنة المشقوقة.
  • أحيانا يكون سبب المرض هو مشكلة صحية أو اضطراب يصيب العضلات أو النخاع الشوكي.
  • تعد قلة السائل الأمينوسي أو عدم وجده حول الطفل في الرحم في مدة الحمل من عوامل الخطر التي قد تؤدي للإصابة بالحنف القدم.
  • العوامل البيئية لها دور أيضا في الإصابة بقدم المخلبية لدى الأطفال خاصة إذا كانت الأم تدخن أو موجودة في بيئة من المدخنين.

ما هي مضاعفات القدم المخلبية؟ 

لا يسبب حنف القدم في الغالب ألم للطفل لكن يمكن أن يكون في مشكلات في المشي أو الوقوف باستقامة نتيجة الالتواء الذي يحدث في القدم للداخل تجاه الأسفل، يمكن أن يجد الطفل أيضا بعض المشكلات الأخرى منها:

  • وجود مشكلة في الحركة بشكل طبيعي بسبب قلة مرونة القدم.
  • في العادة تسبب الإصابة بالمرض قصر القدم المصابة لذا لا يكون المشي أو الحركة بطريقة متوازنة.
  • يمكن أن تؤثر الإصابة بالقدم المخلبية على مقاس الحذاء لأن القدم المصابة تكون أقل بقدار واحد عن القدم السليمة.

في حالة إهمال علاج مرض القدم المخلبية تزيد نسبة حدوث مضاعفات للطفل وأيضا تكون أشد خطورة وهي كالتالي:

  • يعد التهاب المفاصل أحد الأعراض التي تسبب خطورة للمريض ويتعرض لها في حالة تأخر العلاج.
  • قد لا يقدر الطفل على السير بشكل طبيعي لأنه في المراحل المتقدمة للمرض يمشي على الكاحل أو الجزء الأمامي من القدم لعدم قدرته على استخدام أخمص القدم.
  • وجود نمو غير طبيعي لعضلات الربلة والتي تؤثر بالسلب على طريقة مشي الطفل ويحتاج علاجها فترات كبيرة وهذا يؤثر بالتأكيد على وضعه النفسي.

علاج القدم المخلبية

يسبب حنف القدم التواء قدم الطفل ويرجع هذا لأن الأنسجة التي تربط بين العظام والعضلات لم تنمو بشكل طبيعي وأصبحت أقصر من المعتاد، قد يصيب هذا المرض حديثي الولادة أو الأطفال ما بين 2 – 3 سنوات.

الكشف المبكر عن القدم المخلبية وبدء العلاج خاصة في الأسابيع الأولى من الولادة يساهم في تخطي مدة التعب أسرع والتماثل للشفاء بشكل أكبر، إليك في ما يلي بعض العلاجات المتبعة في تطبيب القدم المخلبية:

  • الاستعانة بالجبيرة أو القالب: يستخدم الأطباء الجبيرة في تعديل الانحناء الموجود في قدم الطفل لأن في حديثي الولادة يكون التعديل أسهل، يقوم الطبيب بوضع الجبيرة للطفل داخل قالب لتثبيتها، يتم تغير الجبيرة بفترات منتظمة ومراقبة التطورات من خلال الأشعة السينية.
  • الدعامة: يستعين الأطباء بالدعامة  للحفاظ على القدم في زاوية صحيحة خلال وضع الجبيرة للطفل وهي تجعل القدم دائما ترجع إلى وضعها الأصلي خاصة بعد أن يبدأ الطفل في المشي، من الممكن أن تظل الدعامة مع الطفل لمدة ثلاث أشهر للتأكد من رجوع القدم إلى وضعها الطبيعي.
  • العمليات الجراحية: في الحالات القسوى التي لا تستجب للعلاج بالجبيرة، يلجأ الأطباء إلى الجراحة عن طريق أن وضع الأوتار أو الأربطة المسبب للمرض في شكلها الطبيعي، وبعد العملية يحتاج الطفل لان يرتدي جبيرة لمدة تصل إلى شهرين وبعدها دعامة لحوالي عام.

علاج القدم المخلبية عند الأطفال له أكثر من صورة لكي يتخلص الطفل من هذا المرض الصعب، يوجد الكثير من المحاولات التي يقوم بها الأطباء لرجوع القدم لطبيعتها الكاملة بعد الإصابة بحنف القدم لكن هذا شيء صعب ولكن في أفضل الأحوال يمكن أن يسير الطفل بشكل أحسن وان يرتدي الأحذية العادية.

مدة لبس حذاء القدم المخلبية

بعد أن يتم إجراء الملية الجراحية لمريض القدم المخلبية وهي إطالة في وتر العرقوب لكي يرجع -إلى حد ما- إلى وضع الطبيعي يبدأ الطفل في التماثل للشفاء بعد مدة حوالي ثلاث أسابيع، ومن بعدها يتم ارتداء حذاء يطلق عليه الأحذية التقويمية لمدة تصل إلى ثلاث أشهر بعد أن يخلع الطفل الجبيرة.

في مدة 3 شهور الذي يرتدي فيهم الطفل الأحذية يجب أن يلتزم بها حوالي 23 ساعة يوميا، بعد مرور هذه الفترة يمكن للطفل لبس الحذاء أثناء النوم فقط لكي يحمي القدم بشكل أفضل، ويمكن للطفل المصاب أن يمارس باقي الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، قد ستمر علاج القدم المخلبية حتى سن الأربع سنوات.

القدم المخلبية لحديثي الولادة

الإصابة بالقدم المخلبية لحديثي الولادة تأتي لكل طفل في الألف طبقا للإحصائيات الحديثة، ويرجع في غالب الأمر إلى وجود خلل وراثي يصيب أوتار القدم بالقصر وتنحني القدم للداخل في الاتجاه السفلي مما يسبب اضطرابات في الحركة والمشي لدى الأطفال.

يوجد الكثير من النصائح التي قدمها الأطباء للأم التي أصيب طفلها بالقدم المخلبية منها متابعة الطبيب في أشهر الحمل للتأكد من سلامة الجنين خاصة إذا كان للمرض تاريخ ورائي في العائلة، ويجب أن تتجنب التدخين أو التعامل مع مدخنين في مدّة الحمل، يعتبر الكشف المبكر عن حنف القدم أحد العوامل التي تساعد على تعافي الطفل أسرع.

تم التوصل لأكثر من نوع من العلاجات المخصصة للقدم المخلبية لحديثي الولادة والتي أثبتت فاعليه كبير في علاج القدم بشكل كبير خاصة لو تم البَدْء مبكرا في اتباع تعليمات الأطباء.

نصائح للتعايش مع القدم المخلبية

من المهم جدًا معالجة مشكلة القدم الحنفاء في أقرب وقت ممكن، وتحديدًا قد يبدأ ذلك من اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة. يتم ذلك عبر استخدام جبائر تساعد في تصحيح وضع القدم. بعد إتمام هذه المرحلة الأولية من العلاج، يحتاج الطفل إلى ارتداء حذاء مُزود بمسطرة لفترة قد تمتد إلى عشرة أشهر، وذلك حتى أثناء النوم، لضمان عدم عودة القدم إلى الاعوجاج مرة أخرى. عند بدء الطفل في المشي، يُنصح بتبديل الحذاء بآخر طبي مُصمم لهذه المرحلة.

من الضروري أيضًا أن يتبع الأبوان الإرشادات الطبية بدقة، ويمكن تدريب الأم على كيفية تنفيذ بعض التمارين الخاصة بالقدم للطفل بانتظام كما يحدد الطبيب.

تُجرى مراقبة ومتابعة حالة القدم بشكل متكرر، كل عدة أسابيع خلال الأشهر الأولى بعد بدء العلاج، ثم تتباعد هذه المتابعات لتصبح كل عدة أشهر، وتستمر حتى يصل الطفل إلى سن البلوغ بمتابعة سنوية.

يُلاحظ وجود بعض الفروقات الطفيفة بين القدم المُصابة بالحنفاء والقدم الطبيعية، مثل اختلاف في حجم القدم والساق المُصابة.

ما هو سير مرض حنف القدم؟

علاج حالة اعوجاج القدم:

عند تقديم العناية السليمة لهذا الاضطراب، يمكن التغلب على التشوه بالكامل، ما يمكن الأطفال من عيش حياتهم بطريقة طبيعية. نجح نصف الحالات في التعافي بدون اللجوء إلى الجراحة، حيث يعود المظهر والوظائف إلى طبيعتهما.

في ٢٥٪ من الحالات، قد يعود التشوه بشكل كامل أو جزئي بعد مرور بعض الوقت على الجراحة.

هل تُكتشف القدم المخلبية أثناء الحمل؟

يمكن التعرف على حالة قدم الطفل المخلبية قبل الولادة خلال الفحوصات بالسونار في الأشهر الأخيرة من الحمل، لكن تبدأ العلاجات الفعلية للحالة بعد ولادة الطفل حيث يقوم الأطباء بتحديد أفضل الأساليب المناسبة لعلاج قدم الطفل المخلبية.